Publisher سادة العالم الجدد eco c29

يوماً فيوم تزداد الكوارث التي تصيب البشر، الملايين من البشر يتعرضون للجوع والموت بسبب نقص التغذية المزمن، ثروات الأمم تستغل بشكل خاطئ وتبدد بينما يعيش أكثر من ملياري إنسان في فقر مطلق ومن دون دخل ثابت أو عمل أو حتى مسكن لائق بالحياة الآدمية. كل هذا وسادة المال المتحكمون بالثروات يمارسون تسلطاً رهيباً على فقراء العالم عبر استراتيجيات الاستثمار التي يسيطرون بواسطتها على البشر. وفي جو المنافسة المتوحشة تتصارع قوى الاستغلال والهيمنة للفوز بالمكاسب على حساب الآخرين مستخدمين شتى الأسلحة والوسائل كالاحتكارات والقضاء على الخصم بسياسة إغراق السوق وغير ذلك. إلى جانب ذلك يعاني النظم الإدارية والسياسية في العالم الثالث من فساد يكاد منقطع النظير يجد سنداً له في النظام العالمي لرأس المال المالي الذي لا يستطيع البقاء والاستثمار إلا بالتواطؤ مع أنشطة هذه الإدارات الفاسدة. إن نمو الأوليغارشيات منذ بداية التسعينات ببراغماتية قصوى ليس لها إلا القليل من التماسك البنوي وتعاني من تناقضات عديدة والكتاب الذي نتناوله يقدم تعريفاً لسلطة الأوليغارش ولبنيتها وحياتها التاريخية كما يبين استراتيجيتها وتكتلها. وهو يشتمل على أربعة أقسام، يبحث القسم الأول في العولمة ودور الإمبريالية الأمريكية فيها. حيث يعرض لدراسة اقتصاد الأرخبيل وأيدلوجية السادة. أما القسم الثاني فهو يبحث في ما سماه الكاتب (النهابون) والنهاب هو الشخصية المركزية في السوق الرأسمالية المعولمة وجشعه هو القوة المحركة له. ويعرض في هذا القسم لموت الدولة وتدمير البشر والطبيعة والفساد. أما المرتزقة فهو موضوع القسم الثالث وهم أوفياء وفعالون يخدمون مجتمع النهابين وهم موجودة في العظمة العالمية للتجارة والبنك الدولي الذين يشعلون الحرائق فيه. أما القسم الرابع فيدور حول ديمقراطية العالم، إذ يتولد مجتمع حد في جديد على مستوى العالم يرفض إمبراطورية النهابين ويخوض معارك يعرض لها هذا القسم ويحاول تحليل تلك الظاهرة التي برزت على مستوى العالم مبشرة بالحرية. في العالم هذه الأيام يموت من الجوع-كل سبع ثوان-طفل يقل عمره عن عشر سنوات، وذلك في معظم الحالات عائد إلى عامل قاهر واحد: سادة العالم الجدد، سادة رأس المال المالي المعلوم. فمن هم هؤلاء السادة؟ ومن أين يستمدون سلطتهم؟ وكيف يجب التصدي لهم؟ هذا الكتاب يكشف هويتهم، ويحلل خطابهم ويفضح أساليبهم. وهنالك أيضاً مرتزقة مخلصون للنهّابين، داخل منظمة التجارة العالمية والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي. وهذا الكتاب يتعقب خطى كبار المسؤولين في هذه المؤسسات التي تطالها الشبهات، ويفكك الأيديولوجية التي تقود خطاهم، ويلقي ضوءاً كاشفاً على الدور الذي تلعبه الإمبراطورية الأمريكية في الكواليس. على أن المقاومة ضد هؤلاء النهابين تنظم نفسها في جميع أنحاء العالم، في إطار جبهة عظيمة تحتضن عدداً لا يحصى من جبهات الرفض المحلية الباعثة على الأمل. إنها المجتمع المدني الجديد في العالم كله